تتطرق الرواية لاحداث العالم الاسلامي في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، سواء كانت خلافات دينية، وفتن طائفية، او بالطبع الايجابيات والانجازات التي ميزت تلك الحقبة في التاريخ الاسلامي والبشري. الرواية تستعرض ايضاً الفتوحات الاسلامية وما صاحبها من قضايا مثل فرض الجزية على غير المسلمين، وجمع الغنائم والاختلاف حولها، وعقاب الخلفاء لقادة الفتح. ولكن يستفاد منها ايضاً رؤية حول مسائل تعدد الزوجات، ودور الحريم، والمسبيات، والعبيد والمرتزقة في المجتمع، ونتائج الخلافات في العائلات الحاكمة. في "راوي قرطبة" حوارات حول الجنة والنار، وهل الخلافة لله ام للرسول، وتوضيح الفوارق بين النظام السياسي الاسلامي وجاره الاوروبي المسيحي. تتعمق احداث الرواية في مجريات عصور الظلام الاوروبية الفظيعة والانحلال الاخلاقي الذي اصاب الكرسي البابوي. الراوي "سليمان" يصحبنا عبر حياته الشيقة واحداث مدينته، قرطبة حاضرة العالم، فنعايش تربيته، ودروس فروسيته، وغزواته ضد ممالك الشمال، ورحلاته عبر البحر لمدن اوروبا والاسكندرية حيث مازالت هناك بقايا منارتها الشهيرة، احد عجائب الدنيا. يفيدنا الراوي من علومه التي تلقاها في جامع وجامعة قرطبة الذي تخرج منه مشاهير العلماء والفلاسفة والاطباء على مر العصور، بل تعلم فيه احد الذين تسلموا منصب البابا في روما كما يأتي ذكره بالتفصيل الشيق في الرواية. نتلمس من سيرة سليمان ثقافته التي شملت معظم اهل قرطبة والاندلس انذاك، ولكنه تميز لسببين: فهو سليل عائلة من الرواه وصل جدهم الاول من اليمن الى شمال افريقيا مع حسان بن النعمان ودخل الاندلس مع الفاتح موسى بن نصير، كما انه نشأ في اجواء صناعة ونسخ وترجمة الكتب وبيعها. هكذا احتفظت عائلته باسرار التاريخ على مدار اربعه قرون. كل الاحداث والتواريخ في الرواية حقيقية ومستوحاة من امهات الكتب العربية والمصادر الاخرى من خمس لغات.